العشور :
يعد موضوع العشور والتقدمة موضوعا بارزا في الكتاب المقدس فهي تعاملات الإنسان إتجاه الرب من خلال ما يملك لكي يتقرب بها للرب . فعندما نسمع العشور نفهم عشرة في المئة من مدخول معين . وهكذا تعد مسألة العشور أمرا إلهيا في كل حقبة في الكتاب المقدس .
1. معنى العشــور :
كلمة عشور تعني : " عُشُرْ " وفي هذا القانون يوصينا الرب بأن نرد إليه عشر من مدخولنا . هذا المال يُستعمل لعمل الرب . وأول من تشير إليه الكتب المقدسة كشخص قام بدفع العشور هو النبي إبراهيم ، الذي قام بدفع عُشُرِهِ إلى ملكي صادق ملك شاليم والذي كان كاهنا لله العلي "سفر تكوين 14 : 19- 20 " .
2 . في العهد القديـــم :
نجد فكرة العشور في العهد القديم ولاسيما في شريعة موسى والتي تُعد أمرا إلهيا . " تعشيرا تُعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة " سفر تثنية 14 : 22 ) . وكل عشر الأرض من كل حبوب الأرض وأثمار الشجر ، فهو للرب ، قدس ... ( سفر لاويين 27 : 30 ) " عشر حنطنتك وخمرك وزيتك " ( سفر تثنية 12 : 17 )
وكانت تسلم العشور لسبط اللاوي " الكهنة " وأيضا هم كذلك يقدمون العشور التي تذهب إلى بيت الرب . حيث قال الرب للاويين " متى أخذتم من بني إسرائيل العشر ...ترفعون منه رفيعة الرب عشرا من العشر " (سفر عدد 18 : 25 )
وجاء في سفر ملاخي 3 : 8 : 10 أيضا "أيسلب الانسان الله فإنكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك في العشور والتقدمة ، قد لُعِنتم لعناً وإياي سالبون هذه الأمة كلها ، هاتوا جميع العشور والتقدمة إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع " .
ونفهم من هذا أن العشور والتقدمة تدخلان إلى بيت الرب وليس إلى بيت اللاويين ، ولم يقل الرب في ملاخي جزء أو بعض من العشور بل جميع العشور . فأي تهاون في دفع العشور ، أو أي تقليص منه يعني أنك سارق للرب .
البعض يعتقد أنه يستطيع التصرف في العُشور كما يريد ، فقد يعطيه لفقير أو لمريض أو لإرسالية تبشيرية ..إلخ . لكن الكتاب المقدس يحذرنا من ذلك قائلا : ( هاتوا جميع العُشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام ) ملاخي 3 : 10 . ( فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل اسمهُ فيه تحملون إليه كل ما أنا أوصيكم به : مُحرقاتكم وذبائحكم وعشوركم ورفائع أيدكم وكل خيار نذوركم التي تنذرونها للرب ) تثنية 12 : 11
3 . في العهد الجديد :
بلغة العهد الجديد تعطى العشور للكنيسة التي تنتمي لها كمؤمن مسيحي ، وتُمارس فيها نشاطاتك وهذه الكنيسة تتصرف بالعشور حسب الحاجة وحسب رؤيتها لمستقبل خدمة الله .
والعهد الجديد لم يحدد نسبة معينة أثناء تقديم العشور بل أخذت الكنيسة نسبة 10 في المئة من العهد القديم وهي نسبة كأقل شئ يقدمه المؤمن للرب بينما في الحقيقة هناك مبدأ آخر وهو التقدمة يعني أن يضيف المؤمن أكثر من 10 في المئة للكنيسة إن هو أراد ، وهذا يدخل في إطار العطاء وإيمان ذلك الشخص ونجذ أمثلة على العطاء في العهد الجديد مثل :
المرأة الأرملة التي ألقت كل ما لديها وكان ذلك الإحتياج وقد باركها المسيح بهذا الفعل ( أنظر إنجيل مرقس 14 : 41- 44 )
والعطاء يكون بتضحية ومحبة وليس إلزامي والعهد الجديد يتحدث بالفعل عن بركة الله على هؤلاء الذين يُعطُون بسخاء لتلبية احتياجات الكنيسة وخصوصا العاملين في الكلمة ، وفي رسالة كورنثوس الثانية 9 : 6 - 7 حيث يقول " هذا وإن من يزرع بالشُح فبالشُح أيضا يَحصدُ ، ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوي بقلبه ، ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المُعطي المسرور يُحِبُهُ الله "
ونجذ كذلك في سفر أعمال الرسل 20 : 35 " مَغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ " . كلمة مغبوط تعني محبوب .
العهد الجديد عَمَقَ الناموس " شريعة موسى " أكثر فجعل من العشور تأخذ منحى العطاء والسخاء في علاقة أموالنا وما نملكه مع الرب وهو جزء من عبادتنا أيضا .
خلاصة :
العُشور والتقدمة هدفهما تمجيد الله ونوال البركات من الرب في ما نملكه في حياتنا ... ونسمح لله في أن يتدخل فينا .