مابعد الموت في الفكر المسيحي :
هذا السؤال يشغل كل إنسان حي " ماذا سيحدث بعد الموت ؟ " ، وماذا حدث للناس التي ماتت في عصور غابرة أين ذهبت ؟ وهل عندهم عقاب فور موتهم ؟ أم ينتظرون إلى يوم تكون فيه العقوبات على كافة البشر أي " يوم الدينونة " ؟
أولا : نحن في هذه الحياة نختار نوعية الحياة التي نريدها أي لدينا حرية الإختيار ، ونفس حالة الإختيار وُضِعت لآدم في الجنة . فأنت الذي تختار أن تكون سيد نفسك وتقوم بكل ما يُرضي نفسك ، أو تختار أن يكون الله هو المركز أو السيد والقائد وتعيش هذه الحياة له لأجل تتميم إرادته .
إذا إخترت أن تكون تتمركز حول الله ، فهناك إمكانية الولادة الجديدة التي تجعلك تتمركز حوله .
الموت هو أنك تكون المركز عوض الله ، وهذا الأخير يرانا أمواتاً إنْ كنا بعيدين عنه
وعندما تنفصل روحك عن جسدك ، فالجسد ينزل إلى القبر وروحك تذهب حول الله وتتمركز حوله ، ونسمي هذا المكان " الإنتظار " والذي سَماهُ السيد المسيح " الفردوس " ، نتذكر هنا حادثة الصلب حينما صُلِب مع المسيح لصين واحد على اليمين والثاني على اليسار ، وقال المسيح لأحدهم اليوم ستكون معي في الفردوس ، وهذا المكان ليس عندنا عليه تفاصيل كثيرة لكن هو مكان فيه عزاء ، بولس الرسول قال عنه " ذاك أفضل جدا " ويضيف أيضا " لي إشتهاء أن أنطلق لأكون مع المسيح " هذا من جهة ، أما من جهة أخرى إذا إخترت أن تدور حول نفسك وتعيش لنفسك ، فأنت تحيا حياة الطبيعة وفور موتك يذهب جسدك للتربة وتتحلل لكن روحك تذهب مستقلة عن الله ، والذي إختار أن يكون بعيدا عنه وهو على قيد الحياة يكون في مكان يُدعى " الهاوية " ، وهو مكان للإنتظار للأرواح الشريرة إلى أن يأتي يوم الدينونة .
وهذا اليوم " الدينونة " حيث تكون القيامة للأبرار الذين كانت أرواحهم في الفردوس ويأتون ليلبسوا أجسادهم مرة أخرى ويقومون مُجدداً وسوف يتم إختطافهم إلى السحاب حتى يلتقون مع المسيح في السماء .
أما بالنسبة للأشرار كذلك يقومون للقيامة مجدداً ويلبسون أجسادهم مرة أخرى ، ويقفون أمام العرش العظيم الأبيض ، حتى يتم مُحاسبتهم ولكن ليس لقرارهم بالإستقلال عن الله فقط، لكن أيضا على القرارات الخاطئة التي كسروا بها وصايا الله .
إذن فمكان الإنتظار للأبرار هو الفردوس ، ومكان الأشرار هو الهاوية وتحصل الدينونة على الأشرار ، وأما الأبرار فيكونون مع المسيح .