ما الفرق بين المسيحية والإسلام (الجزء الأول)
لا طالما يبحث الباحثون عن الحق للجوء إلى المقارنة بين الديانات لعلهم يستقرون على حقيقة معينة يسكن قلبهم إليها، وفي هذا المقال سوف نُناقش عدداً من النِقاط المهمة التي تَهُم الديانتين بكل حيادية، حتى يتسنى للقارئ إستخدام عقله للوصول إلى الحقيقة.
هذا المقال هو الجزء الأول من سلسلة الأجزاء التي سنتكلم فيها عن المقارنة:
في البداية ينبغي أن نعرف أن المسيحيين يؤمنون بوجود إله شأنهم في ذلك شأن المسلمين، وتعد نقطة الإشتراك بينهما. إلا أن الفارق في هذه المسألة يكمُن في طبيعة الله عند المسيحيين وعند المُسلمين، ويوجد إختلاف عَقَدي وتعبدي بينهما.
سأركز في هذا المقال على نقطة واحدة والتي تتعلق بالإنسان والله والعلاقة بينهما:
1. المسيحية: تؤمن المسيحية أن الإنسان خُلق لكي يحيا مع الله إلى الأبد في علاقة تشاركية بينهما، إلا أن الإنسان سقط جراء عصيانه لأوامر الله "وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت "(تكوين 2: 17)، وبعد ذلك إنفصلت العلاقة بين الله والإنسان وصار هذا الأخير يحاول الوصول إلى الله بكل الطرق والجهود إلا أنه لم يستطع ذلك من خلال أغماله، فالأعمال الصالحة غير كافية وغير مُجدية إن لم تقترن بفعل التوبة الصادقة والإعتراف بالذنب والخطأ، ولهذا جاء الله وتنازل وتجسد في جسم إنسان كامل لكي يكفر على ذنوب الإنسان كافة، قد يتسأل المرء كيف يكون هذا أن الله يتجسد ويموت من أجل الإنسان؟ الله في المسيحية محبة كاملة ومحبته للإنسان لم تتغير لهذا جاء ليُخلصه لأنه تبين أن الإنسان عاجز على البلوغ إلى الله لوحده. إذن كخُلص مقتضبة أن الله نزل لعالمنا لكي يرحم الانسان ويحمل الإنسان للسماء.
2. الإسلام: يؤمن الإسلام بأن الإنسان خُلق لكي يعبد الله شأن في ذلك شأن الملائكة أيضا، وبعد غواية إبليس للإنسان أنزل الله من السماء إلى الأرض لكي يعيش فيها ويكون هذا الأمر عقاب للإنسان. وفي نظر الإسلام أن الله بعث أنبياء لإرشاد الناس إلى الحق وكلامهم عبارة على وصايا ينبغي على الإنسان أن يتبعها لكي يصل إلى الله، فإذن الإسلام يركز على مجهود البشري لكي يصل إلى الله من خلال الأعمال الصالحة رغم أن الإنسان خاطئ وضعيف ومن الصعب الوصول إلى الله بالمجهود الفردي.
كخلاصة للموضوع يمكن أن نقول في الختام أن المسيحية ترتكز على عملية الخلاص المبينة على محبة الله للإنسان. وكذلك خلاصه بدم يسوع المسيح على الصليب. أما الإسلام فهو يرتكز على أن الإنسان ينبغي له أن يقوم بالأعمال الصالحة ويطبق الشرائع حتى ينال الجنة ويحتاج هذا الإنسان القاصر العاجز أن يصعد إلى الله رغم صعوبة الأمر.