ماهي المسيحية ؟
تتميز المسيحية عن باقي الديانات الأخرى في أنها تعتمد على العلاقة الروحية بين الله والإنسان ، وهي أكثر من طقوس ونواهي وأوامر بل علاقة حية مع الله تتخللها المحبة العميقة ، وجاءت هذه العلاقة من خلال السيد المسيح .
1) نشأة المسيحية :
بدأت المسيحية في القرن الأول الميلادي مع شخص يسوع المسيح وإمتدت إلى تلاميذه الإثني عشر . وقد إنتشرت من فلسطين آنذاك ، وبدأت دعوة المسيح في سن الثلانين من العمر بعد أن إعتمد على يد يوحنا المعمدان ، ومن ثم صار يدعوا الناس إلى التوبة وكان يعمل المعجزات " شفاء ، إحياء الموتى ، إطعام الجياع ..." وبعد ما أتمم المسيح يسوع السعي وأكمل مهمته التي جاء من أجلها وهي أن يُقدم نفسه فدية عن كثيرين ، بمعنى أن يُصلب ويَموت ويَقوم من الموت وصَعد إلى السماء . وتَسلم التلاميذ القيادة في نشر تعاليم المسيح ومبادئ للعالم وهكذا إنتشرت المسيحية بالتبشير إلى حدود اللحظة .
2) هدف المسيحية :
هدف المسيحية هو ما كان المسيح يدعوا إليه في حياته من تعاليم وقواعد للسير مع الله ، فالمسيحية حياة وليس دين كما يعتبرها الكثير من المسيحيين وذلك راجع لقول المسيح " أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل " ( يوحنا 10 :10 ) ، وتُشير هذه الحياة إلى الحياة القداسة المنفصلة عن الخطية وإنقاذ الإنسان من هذا المشكل ولهذا جاء المسيح تَتْميماً للأنبياء السابقين الذي ينتظرون المُخَلِصْ " المسيح . ويعيش الإنسان في حضن الله وفي خلاص دائم ويعود إلى الله من جديد بواسطة عمل المسيح الكفاري على الصليب .
3 ) أساسيات المسيحية :
أولا : الإيمان بوجود الله الواحد ، في طبيعته الجوهرية ثلاث أقانيم " الوجود ، الكلمة ، الروح " أي " الآب والإبن والروح القدس " .
ثانيا : الإيمان بالكتاب المقدس كلمة الله الحية بعهديه القديم والجديد .
ثالثا : الإيمان بيسوع المسيح بإعتباره إبن الله ، أي كلمته "إنجيل يوحنا 1 : 1 " وبعمله على الصليب وموته وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماء .
رابعا : الإنسان خاطئ ومحتاج للمسيح لأجل غفران خطاياه .
خامسا : الإيمان بالروح القدس أي روح الله ، وسُكناه في المؤمنين وتغييرهم في حياتهم .
4) بعض الشائعات حول المسيحية :
- المسيحية ليس هي النصرانية ، المسيح نسبة للسيد المسيح وأما النصرانية فنسبة إلى مدينة الناصرة وهي المدينة التي نشأ فيها يسوع المسيح . وكذلك النصرانية كمذهب هرطقي "بدعة " فقد ظهرت في القرن الثاني الميلادي ، ولا يؤمنون بأسس العقيدة المسيحية كبنوة المسيح وآلامه وهدف الصلب ، بل يعتبرون نبيا عظيماً فقط .
- المسيحية ليست صورة الغرب : بمعنى أن ما نَلْحَظُهُ من رفاهية وإنحلال أخلاقي إلخ ، فتلك هي المسيحية لأن كثيرا ولاسيما من المسلمين يرون أن الغرب يطبق المسيحية وهذا أمر ليس صحيحا ، هل تجيزُ المسيحية الزنى ؟ لا طبعا والدليل " اهربوا من الزنى ...الذي يزني يخطئ لجسده " ( 1 كورنثوس 6 : 18 ) ، وهناك نص أقوى للسيد المسيح حينما قال : " قد سمعتم أنه قيل للقدماء :" لاتزن ،وأما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه " ( إنجيل متى 5 : 27- 28 ) .
خلاصة :
المسيحية حياة قداسة و يصعب على من يريد العيش بذاتيته أي أنانيته ويشبع رغبته أن يصبح مسيحيا ، لأن المسيحية هي تبعية للمسيح وهو يريد أن يكون تابعا للمسيح عليه أن ينكر نفسه ويحمل صليبه ويمشي وراء السيد المسيح ، ونهج القداسة يحتاج لتدبير روحي كبير ومسار طويل لكي نتخلص من شوائب الخطايا التي تحيط بنا في عالمنا ، فالمسيحية أسلوب حياة تُعاش كل يوم ويتغير الإنسان من نقطة إلى أخرى .