أعزائنا الباحثين :
إلهنا عظيم وأزلي وافكاره وطبيعته تفوق إدراكنا نحن البشر . ومن ضمن الحقائق التي يصعب علينا إستوعابها على الله هي حقيقة أن يسوع إبن الله. كثير من الناس يسمعون هذه العبارة ويقولون " أعوذوا بالله " لكن السؤال لماذا ؟ لأنهم يا صديقي يعتقدون أن المسيحيين ينسبون لله ولد جسدي . يعني هذا الولد من الضروري أنه سيكون نتيجة لعلاقة جنسية قام بها الله مع مريم ... وإتخذها صاحبة وأنجب منها المسيح . حاشا الله حتى يدير يقوم بهذا الفعل ، وهو أمر يشمئز منه المسيحي قبل من أي واحد يتبنى هذا الفكر . فكل الطوائف المسيحية لن تجد حتى واحد يقبل بهذه العقيدة على الإطلاق ، فلماذا ينظر بعض الناس أن عبارة إبن الله هي عبارة ذات شرك ، وأنها تعني علاقة جسدية ؟ السبب هو انه يوجد نصوص دينية التي أسْقَطَتْ الناس في هذا الخلط وجعلتهم يظنون أن المسيحية تُعلم هذا الأمر .
1) الصاحبة والولد :
يقول بعض الناس كيف يكون لله ولد من غير أن تكون عنده صاحبة ؟ أولا : لقد جعلوا الوجود الولد مرهون بوجود صاحبة ، وهذا يدل ان هؤلاء الناس ليس لديهم فهم للعقيدة المسيحية في عبارة إبن الله . وردنا هو انه يوجد الكثير من الاستخدامات اخرى للمصطلح الولد لايحتاج لوجود صاحبة مثلا : الابن المتبنى لا يحتاج وجود صاحبة . ويوجد كذلك الولد بالمجاز مثلا : شخص كبير في السن يقول لشخص صغير ولدي " وهي المنزلة " وهذا لايحتاج علاقة جنسية ... ونحن المسيحيين نؤمن مثلا اننا اولاد الله بالمعنى الروحي من غير أن نفكر ان الله يجب أن تكون عنده صاحبة حتى نكون نُصبح أولاده وبالتالي هذا الفكر وهذا الاعتراض ليس لديه معنى ولا قيمة . لماذا ؟ لأن المسيحيين يؤمنون أن المسيح "ابن الله" بمعنى غير جسدي وغير محتاج لصاحبة حتى يُنْجِبَ منها . فالمسيح ابن الله قبل أن تُولد مريم بنفسها .
2) وقالوا إتخذ الله ولد :
ويوجد من يقول أن الله لايوجد عندوه ولد ومن بعد هذا المسيح هو إبن له !! ويتهمون المسيحيين أنهم يؤمنون أن الله يحتاج إلى الولد وإتخذ المسيح ولد له في نقطة معينة من الزمان ، وهذا اعتقاد لايوجد في المسيحية وفي كل طوائفها ، فالمسيح عندنا هو كلمة الله الازلي ، هو ازلي مع الله وواحد مع الله لا تقسيم فيه "لا يتجزأ منه " وبناء عليه تُسمى كلمة الله من الأزل ، وتسمى إبن الله من الأزل ايضا ، يعني ان الله لم يتخذ ولد في وقت معين بل طبيعته وكينونته هي منذ الازل الى الابد لاتتغير، وحينما تقول ت من لك الفئة الناس أن الله إتخذ ولد له فهم يقولون شيء لايؤمنون به المسيحيين على الإطلاق ، وهو إتهام باطل من أصله .
3) لم يَلد ولم يُولد
من أشهر العبارات التي يستخدمها بعض الناس حتى يعترضوا على عبارة "ابن الله" عند المسيحيين هي " ان الله لم يلد ولم يُولد " والمقصود من هذه العبارة هي النفي للولادة الجسدية على الله ، والسؤال : هل المسيحيين يؤمنون أن الله وُلِدَ بطريقة جسدية ؟ لا أبداً نحن المسيحيين ليس هذا إيماننا وحتى نحن نقول أن الله لم يُولد بطريقة جسدية ولم يَلد بطريقة جسدية . ولكن هذه العبارة لاتنفي وجود العلاقة الروحية بين الله وكلمته ويُطلقُ عليها إسم "البنوة" حنا نثبثُ أن البنوة هي ليست جسدية يعني نُصحح للناس الذين عندهم هذه الفكرة ويتبنون هذه العبارة " أن الله لم يُولد ولا يَلد".
4) إذاً ما معنى ابن الله ؟
ابن الله في اللاهوت المسيحي لاتعني أبدا الولادة الجسدية من الله ، بل تعني الإنتماء ، بمعنى أن المسيح أتى من عند الله ، أو بعبارة الانجيل أن المسيح كان عند الله قبل ما يظهر او يأتي في الجسد ، فهو كلمة الله وهذه "الكلمة" صادرة من الله بنفسه ، مثل أن كلمة الانسان هي بنت شفتيه وبنات أفكاره ، وهكذا "كلمة الله" "ابن الله" لأنها صادر منه ، فهو ليس ولا "ابن الله" حينما وُلد من مريم العذراء فقط بل حتى قبل ما يُولد من مريم وقبل أن تُولد مريم بنفسها كان يُسمى إبن الله ، فالبنوة كانت سابقة للتجسد وليس العكس . وفي لغتنا الدارجة المغربية نستخدم لفظ الإبن من اجل الدلالة على الانتماء في كثير من المرات مثلا: نقول فلان " وْلْدْ الدار البيضاء او وْلْدْ الجديدة لدلالة على ان هذا الشخص ينتمي لهذه المدينة يعني منها ، ولانعني أن الدار البيضاء تزوجت بالجديدة وولدت فلان .
لماذا لايتعلم الناس المخطئين في الفهم للعقيدة المسيحية بنفس هذا المنطق من لفظ "ابن الله" ، وهو موازي لِلَفظ "كلمة الله" والمسيحيون يؤمنون بالله وكلمته أي " إبنه" وروحه أي "الروح القدس" ولهذا يقول الانجيل ( في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) انجيل يوحنا 1 : 1 .
لماذا لايتعلم الناس المخطئين في الفهم للعقيدة المسيحية بنفس هذا المنطق من لفظ "ابن الله" ، وهو موازي لِلَفظ "كلمة الله" والمسيحيون يؤمنون بالله وكلمته أي " إبنه" وروحه أي "الروح القدس" ولهذا يقول الانجيل ( في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) انجيل يوحنا 1 : 1 .