كانت الكنيسة في كل العصور تتطلع بفرح إلى المجيء الثاني للمسيح الموعود به. وكما أن مجيئه الأول حقق لنا الفداء، فإن مجيئه الثاني يُعدُ الرجاء المُبارك للكنيسة لإستكمال ملكوته بشكل تام.
والتعبير الذي يستخدمه العهد الجديد للإشارة إلى المجئ الثاني للمسيح هو " Parousia" .وهذه الكلمة تشير إلى "ظهور"، "إعلان"، أو " مجئ" يسوع في مجد مع نهاية الدهر. وهي تشير إلى توقع الكنيسة للمجئ الثاني للمسيح الموعود بـــه.
ويُعلم الكتاب المقدس أن مجئ المسيح سيكون شخصياً ومرئياً. وعلى الرغم من أن مجيئه سيكون بقوة، إلا أنه سيتضمن أكثر من إعلان قوته. بل سيتضمن ظهور المسيح بشخصه وبذاته. ولن يكون مجيئه سراً أو غير مرئي. ولسوف يصاحبه ظهور سحب مثلما كان الأمر عند صعوده. ولسوف تكون هناك أصوات بوق مسموعة بصوت عال، يصاحبها صوت رئيس ملائكة.
وعند مجئ المسيح سنختبر الكنيسة حالة إختطاف - تؤخذ في الهواء لمقابلة المسيح عند مجيئه. ولن يكون الإختطاف سراً بل سيتم علانية وبشكل صريح. وهدفه لن يكون نقل المختارين بعيداً عن الأرض لفترة ما حتى يعود المسيح في مجيئه الثاني . بل إن الغرض من الإختطاف هو أن يُتاح للقديسين مقابلة يسوع في الهواء عند مجيئه والانضمام إلى حاشيته أثناء نزوله الإنتصاري من السماء. ومجيئه بذه الطريقة سيصاحبه قيامة عامة. الدينونة الأخيرة، عند نهايـــــة العالم.
وقد دُعي المسيحيون من كل جيل إلى أن يكونوا يقيظين في إنتظارهم للمجئ الثاني للمسيح حتى لا يفاجئهم مجيئه الثاني، مثل لص في الليل يأتي في ساعة لانعرفها. كما نُصحنا أيضا بأن نذكر أنفسنا بهذا الظهور المستقبلي العجيب كتشجيع لنا في متاعبنا الحالية.
وما من أحد يعرف اليوم ولا الساعة التي سيعود فيها المسيح. وقد حاول كثيرون أن يحسبوا الأزمنة، ولكن ذلك لم يؤد سوى إلى إحراجهم، نتيجة فشل تنبؤاتهم المعينة. ودعوة الكتاب المقدس إنما هي إلى السهر. علينا أن نسهر ونرقب علامات اقترابه. وعلى الرغم من تواني المسيح لقرون، الأمر الذي كان من شأنه ضعف الرجاء عند البعض، إلا أن كل يوم ينقضي، يقربنا بالأكثر من مجيئه الذي طال إنتظاره.