إن آمنت بالمسيحية ماذا سيحدث لي ؟
قد يتبادر إلى ذهن البعض إن آمن بالمسيح فسوف يحيا حياة راقية ويتغير وضعه الإجتماعي وتنفتح له الفرص للذهاب إلى أوروبا ويُغير وضعه المادي والإجتماعي بصورة عامة .. هذه الصورة هي خاطئة تماماً عن ما يُراج حول المسيحية ، ومن يؤمن بهذه الفكرة فهو مخطئ تماماً و يضحك على نفسه فهو لم يفهم أي شئ في دينه الأول ، وإن كان السبب لتغيير دِينٍ بآخر فهو إنسان لم يفهم أصلا مقاصد دينه ، فما بالك بالأحرى أن يفهم دين الآخرين الذي يود إعتناقه ، فالإيمان عن جهل مصيبة . بل الإيمان في الحقيقة مسألة روحية منطقية مبنية على قواعد وأسس مثينة ..فهؤلاء الغوغاء يرون أمام أقدامهم لا أقل ولا أكثر من ذلك .
حينما تؤمن بالمسيح فأنت تؤمن بإيمان وهذا الإيمان يتقوى بالتجارب والصعوبات ، شأنه في ذلك شأن الحياة ، لايمكن أن ترتقي لسُلم النُجومية والشُهرة والنجاح بغير عمل ، هذا مجرد مثال فما بَالُكَ بالإيمان لأنه مسار إلى نهاية الحياة ، فالمعاناة والمشاكل تكون وتُوجَدُ ما دُمت في الحياة ، فالإيمان شُحنة تنالها للسير في الحياة وتنال التفائل ، وتستخدمه لفتح أبواب مُوصَدة ورجاءُك يكون في الله .. " ملعون من إتكل على ذراع بشر .." بل إتكل على الله فهو السبيل للنجاح .
التبعية للمسيح هي ليست للرفاهية بل هي إنكار للذات وبذل للذات ( إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ) لأجل المسيح تُكرس حياتك له ، ولا تتقاعس بل إعمل وإجتهد وإبحث عن مصادر حياتك فنوال الشئ بالجُهد لا بالنوم ، والرب يفيض على الإنسان المجتهد بركات كثيرة بعد ذلك ، لكن دعني أخبرك أنك فور إيمانك بالمسيح قد تتعرض وهذا مما لا شك فيه ، لأنه أمر طبيعي لأنك إختلفت مع الأغلبية لكن أشجعك كثيرا على المُضي في إختيارك حتى لو وجدت أقرب المقربين مُعترضين مادُمت مقتنع وعلى دراية بما أنت عليه ، فـالإضطهاد عُنوان المسيحية في جُل تاريخها فهي من خرجت من رحم المعاناة والإضطهادات ولم يتعرض أتباع أي ديانة في العالم لما تعرض له المسيحيون في التاريخ البشري ولا يزال إلى يومنا هذا ، وقد تكون أنت ممن تعرضت أو تتعرضُ الآن لمشاكل ومضايقات عدة بسبب أنك مؤمن بالمسيح ، فلست من تخلق العداوة ولا حتى إنسان شرير بل لأنك مختلف عن الغالبية ( طوبى للمطرودين من أجل البِرّ فإن لهم ملكوت السماوات. طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي ، كاذبين ) إنجيل متى 5 : 10- 11 . فالأمة المسيحية الحقة والتي تتبع تعاليم المسيح السامية والراقية دائما وأبدا تكون أمام مرمى إبليس الذي بكل الطرق يستخدم أُناس لكي يعترضوا سبيل المسيحيين بالمضايقات والتعنيف وحتى أحيانا للسجن في بعض البلدان .. (سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن من يقتلكم أنه يُقدم خدمة لله ) إنجيل بوحنا 16 : 2 .
لذا أخي وأختي أنصحك أن تكون جدياً في مسألة الإيمان ، فهو شئ له قيمة كبيرة لا تُقاس بالماديات والأرضيات ، بل إن أردت أن تكون مسيحيا إعلم أن ممكن أن تتعرض للمشاكل وهذا أمر عادي في إيماننا المسيحي ، وستكون بركة وتشهد للسيد المسيح وتكون تلميذاً له فهي شهادة حية . والمسيحي هو إنسان السلام والإيمان نبتة حية تُغير الفرد من حسن إلى أحســن .